Tuesday, July 10, 2012


لذكرى وفاة أمي الحبيبة
حانَ وقتُ الذِهاب
أَزْرَعُ وَردَة            لِتَحيّا أُمّي.
تَحيّا الوَردَة،          وتَفْنى أُمّي..
*****
أزْرَعُ شَجَرة           لأَذكُرَ أُمّي.
تَبقى الشَّجَرة،         وتَذهَبُ أُمّي..
*****
أدُقُ البابَ،           في بَيتِ أَهلِي.
ما مِنْ جَواب،        وَالليلُ كُحْلي..
*****
الليلُ قاتم،           الصبحُ بعيد
أُميّ ماتَت           والحُزنُ عيد
*****


أحن،
أجن،
وما من جواب..
أدق الباب،
أنادي ملأ صوتي
وما من جواب.
طير يمر بسمائي
يخبرني:
الأهل مضوا
ولن يعودوا
فابدئي بالذهاب..
هل حان وقت الذهاب؟!...


ليس في الغد من جديد
انه الحزن العميق يلفني
لفراق أمي
والحنين
الى الأبد باق..
ما دام الفراق باقيا
والمعرفة انها لن تعود.
غدا في يوم ميلادي الجديد
تلفني الذكرى
اشتاق لصوتك يأتني عبر الهاتف
يذكرني بميلادي
هو عيد ناقص بغيابك أمي
والحنين عيد
والحزن عيد
وأنت لست هنا
أراك لكنك تغيبين في البعيد
المس يدك ولا اعرف ما تشعرين
أحس بجسمك باردا
أراه ممددا على شرشف ابيض
فتعتريني رجفة
وحيرة
وشوق كبير.
أتوق لضمك
أتوق لحضنك
أتوق لصوتك
يذكِّرُني بأن الدنيا عيد...
وتصدمني شفتاك الباردتان
ويصدمني صمتك
وشعرات بيضاء في أعلى وجهك قد برزت،
وتجاعيد ظهرت في ظهر يدك
لم أرها من قبل
لم المسها
هل هذا هو الموت: حاضر حيث يغيب الجسد؟!
أحبك أمي لو تعرفين كم؟

Monday, July 9, 2012


يوم مات محمود
خواطر: جنان عبده

علم، كفن وباقة ورد.
جسد مسجى، وقصيدة.
شاعر يرثيك
وحنين..
لحن حزين،
طلقة بندقية،
وهوية، مبعثرة على طول البلاد.

جنازتان لكفن واحد،
جنازة رسمية،
وجنازة من القلب.
في القلب.
بسبب القلب..

وأنت هنا،
في إجازة،
من الموت،
من الحياة.
أنت هنا
ونحن نقرأك
من لم يقدر أن يقرا كل كتبك
يقرؤها الآن..

كيف لا
كيف لا يحفظك عن ظهر قلب؟!
قصيدة
قصيدتان
ثلاث..
كتاب
كتابان
ثلاث..
ورصيدك:
ألف وسبعمائة مليون كلمة
وفي قلبك كلمة واحدة
وجدوها عالقة في حلقك
فلسطين
هي سبب حزنك
وسبب موتك..

لحن حزين
وأم ثكلت ابنها
لا تتأخر علينا
الحق بنا في البروة
نحن هناك نودعك
لا يهمنا الجسد
وداعك في القصيدة
علقناها جداريه
معلقة ثامنة
علقناها ونسينا أن ندفنك
الجسد فاني
ولا يبقى في الأرض إلا القصائد
فانزل لقبرك مستريح
وان أردت
 نترك لك فسحة في الباب لتتنفس حرية
ولتشم رائحة برتقال يافا
فليكن
هو قبرك
هي جنازتك
هو موتك
فلا كان موت
يستحق الحياة
إلى اليوم أكثر
من موت شاعر رحل...

*******************


منذ الصباح،
منذ الصباح
لا اعمل شيئا سوى الكتابة.
كتابة المشاعر،
وليس كتابة الشعر.
عُدتُ بالأمس
فوجدتك قد مت..
لم تنتظر لأحضر الجنازة.
وددتُ لو زرتُ قبرك الرمزي،
وددت لو شاركت بطقوس حضورك المخملي،
إلى ارض البروة مع جماعة من أصحابك.
لكنك كنت مستعجلا كعادتك!
وقررت أن تموت،
بدون استئذان..
لم يجتمع مجلس القبيلة،
لم يصدر قرارا بموتك.
كعادتك تمردت،
شرَدت،
أدرت باب الخيمة
لم تعد تستقبل أحدا
وببساطة كنت فمتّ
لم تمهلني كي انهي معاملات اجتياز الحدود.

هي قريبة سيناء جدا من حيفا
وحيفا قريبة من البروة
لو انتظرت فقط بضع ساعات لكنتُ حضرت
لكنك قررت اجتياز الحدود
قررت الذهاب بدون ختم جواز سفر
وكنت أنا انتظر ختم على جواز سفر..
كنت أنتظر ختم الحضور.
كنت أنتظر العبور..

ببساطة أنت ذهبت ومتّ هناك في أمريكا
تركت أفواها مفغورة
لا تصدق
ذهبت ومتّ
لم أعرفك في حياتك
عاصرت جيلك
أنا أصغرك بجيل
يفصل بيننا اليوم
جيل
وعدم معرفة سابقة مخططة
وموت.
عرفتك من قصائدك
ومن منا لم يعرفك!
لو انتظرت قليلا، لكنا قدرنا أن نمر جميعا

لا يحمل اللاجئ جواز سفر
فكيف يمر الحدود التي رسمتها دولة محتلة
ربما بالموت وحده يحيا الإنسان
ربما بموتك حضرت عنوة، وربضت في ارض البروة
وربما يحضر كل اللاجئين غدا
صباحا
ربما يتأخرون قليلا
فيصلون مع المساء
هذه المرة لن أتأخر
أعدك
سأكون هناك
انتظرهم
أحياء كانوا أم أموات
سأكون هناك فجواز سفري مليء بالخربشات
وما عاد فيه متسع لسفر
فارحل نحن نحرس الديار
ارحل وعد مع كل العائدين
إلى أمك وقهوتها
وخبزها الصاج
عد بالفجر قبل أن يحرقك لهب الشمس
عد إلى فلسطين
مع عودة العائدين..
ارحل فانك حاضر
لم تغب انت
انت لم تمت
انت استاذنت الرحيل
لوقت قليل
وما ادراك ما الوقت القليل
انهض
ارحل او كف عن الرحيل
تمهل ترو
او انتظر وقتا قليل
امك حضّرت لك فطيرة بالعسل
وودعتك
وملآت عنقك، وجهك بالقبل
وما خجِلتَ
وما احمرت وجهتاك خجل
وهل يخجل الشاعر من امه
وهي تمطره القبل؟
لكن وجهتا عبقتا بلون الورد
من شدة الانفعال
وتذكرت انك عائد دائما
الى ارض الوطن
وليس ما يعيق خطاك ثقل ربص الاحتلال
وليس ما يؤخرك عن العودة بعض اثقال الرحال
هي الكلمة
هي القصيدة الحرة
التي انطلقت عبر التلال
وركضت خلف اجنحها تحلق
ومن هناك شاهدت
شعبك
وابناء شعب الله المختار في ضلال
يعيثون في الارض فساد
شعبك الجبار اعتاد العناد
لن يرض
لين يرضخ للوغاد





************************

احترفتُ قراءتك

احتراما للُّغة
احترفت قراءتك
وامتنعت عن الكتابة
ليس عن ضعف أو شعور بالنقص أو الكآبة
بل احتراما للشاعر والقصيدة
كي لا ادخل في درب الرتابة
لا وما قلت عن نفسي شاعرة
ولم ادعي أني اقضم الشعر
لا ولا أنثر النثر
كما يظن الكثيرون أنهم فاعلون
وهي نكبة العولمة
بعد نكبة شعبنا
لا كل من حمل القلم هو شاعر
لا كل من شكل كلمة من أحرف اللغة هو شاعر
وما أكثر الشعراء وما اقل قراء القصيدة!!
وما اندر القصائد.
وجاء في الكتاب المقدس
ولا اذكر أيهم بالضبط:
"يكثر يوم القيامة الدجالون والمنافقون
والكثيرون يدعون أنهم المسيح المنتظر
ويدعي آخرون انهم شعار شُعَر"
فهل وصلنا هذا الزمن
الله يا زمن!!

امتنعت عن الكتابة
سعدت بكوني  قارئة
أحببت فيك شعرك
يحملني إلى مساحات خضراء
مفتوحة الأفق
والأفق ليلكي سجي
أغوص في أعماقه ولا اغرق
أغوص  في بحر اللغة والشعر
فاسكر
واعشق
ويحترق في داخلي حزن وغضب متراكم
اشتريت معجم المعاجم
وحفرت في قلب المناجم
لم ابحث عن حديد ولا فحم حجري
لم ابحث عن ذهب
بحثت عن القصيدة المستفيضة
القصيدة المبتدئة غير المنتهية
بحثت عن القوافي
في المنافي
تُعقد
بحثت عن الدال والذال
بحثت عن الضاد والصاد
بحثت عن لغة العرب
في لسان العرب
فوجدتها متبلورة كالصدفة الملونة
في أعماق شعرك والقصيدة
وجدت لغتي
ودربي
وكتبي القديمة والجديدة
كانت تتفكك وتتشكل كدودة الأرض
تولد من جديد من قطعة صغيرة
على غلاف لغتك
تتشكل
تولد قصيدة
ليست وحيدة
لكنها واحدة
واعدة
شاردة
حاضرة في زمن لا يعرف الحضور
غائبة عن أعين الجلاد
تفك السحر والطلاسم
وتفتح القبور
لا تنبشها
تفتحها
تُخرج منها أبناءها
أبناء الوطن
ترشدهم للدرب
يعودون زرافات، زرافات
يلتقون في مفارق الطرقات
فيلقون التحية
صباحية كانت أو وقت الظهيرة
يتبادلون بضع كلمات
ويكملون السير
نحو جهة واحدة
فلسطين الوطن
هي الحاضرة في القلوب
في القبور
في الشعر
في الوطن
حاضرة في الوطن
وان غابت معالمه الجميلة
وان توقفت فتاة عن الانشغال بجديلة
كونها لم تعد موضة العصر.
حاضر الوطن في شعرك والقصيدة
حاضر  في عرين
أسد ولبؤة
من سنين
حاضر في غياب
حاضر في وطن