Tuesday, January 1, 2013

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=20yKCYlwAGo


لقد جاء الخطاب الذي اتبعته الدولة العبرية لدى قيامها، في تعاملها مع من بقي من الفلسطينيين في مناطق 48، مكملا ومشابها لسياساتها الاستعمارية. فقد حاولت تصنيع مخلوق جديد- أطلقت عليه اسم العربي الإسرائيلي. إرادته عربيا مؤسرلاً، مواطنا صالحا مواليا لها ولسياساتها، وحاولت أن تشوه له هويته القومية بل وتمحوها، وتقطع كل صلة له مع باقي أبناء شعبه.

ومثله فعلت مع النساء من الفلسطينيات. حيث عملت على تسويق صورة المرأة العربية الجديدة، التي صنِّعت يوم قامت الدولة العبرية. وحاولت أن تبني وعيا بديلا يشيد بالدولة العبرية وبدورها في "جلب الحضارة" والتقدم والقيم الديموقراطية والحرية للمرأة الفلسطينية. تم ذلك بأشكال ووسائل عدة، ومن خلال صحف ونشرات طبعت بالعربية وتوجهت لجمهور النساء الفلسطينيات، وقد ضمت بعض الأقلام العربية. منها صحيفة "حقيقة الأمر" التي أصدرت أعداداً خاصة عن ما سمته "المرأة العربية في إسرائيل" أو "المرأة العربية الإسرائيلية".

فقد كتبت هذه الصحيفة عن عصر النور الذي فتح أمام المرأة العربية بقيام الدولة العبرية، مذكرة إياها بعصر الظلمة والعبودية الذي سبق ذلك!! ومتناسية سياسات الانتداب التميزية التي سبقتها والتي حدت كذلك من التطور الطبيعي للفلسطينيين. كتب ذلك في فترة فرض فيها حكما عسكريا على الفلسطينيين ممن تحولوا لمواطني دولة، استعملت فيه أنظمة الطوارئ وقيدت الحريات!!

لكن مقابل محاولات تشويه الهوية وقطع التواصل الطبيعي بين أبناء الشعب الواحد، وعلى الرغم منه، فقد جاء عمل قطاعات كثيرة من النساء منذ بدايته، منظما ومقاوما لهذه السياسات، نذكر فيما يلي دور حركة النهضة التي قامت عام النكبة وعملت على مقاومة التهجير وساعدت اللاجئين. وعملت على تثقيف النساء وتحشيدهن إضافة لفتح مجال العمل والتعليم أمامهن. وأقامت لها فروعا في البلدات العربية.

ورغم الحواجز والعوائق التي حاولت وما زالت تعمل الدولة العبرية على بنائها، فإن محاولات التواصل والتشبيك بين أبناء الشعب الواحد ما زالت مستمرة وتتقوى خاصة من العام 1967 والتي ازدادت مؤخرا، وان كانت قد بدأت بين مجموعات سياسية وحزبية من الطرفين فإنها تقوم اليوم بين مؤسسات المجتمع المدني من الطرفين، سواء من جمعيات ومراكز أو بين معاهد أبحاث. هذه العلاقات يأتي بعضها فرديا وبعضها قطاعيا. وللنساء فيها وللأطر النسوية دور أساسي مركزي، يأتي في مقاومة سياسة محو الهوية القومية وأسرلتها.




جمعية انعاش الاسرة
مركز دراسات التراث والمجتمع الفلسطيني
مؤتمر الهوية الفلسطينية إلى أين
محاولة أسرلة المرأة الفلسطينية في الداخل ومحاولة مقاومتها
جنان عبده - منسقة برنامج الحقوق الجماعية والمستقبل السياسي في مركز مدى الكرمل
April 22, 2008

No comments:

Post a Comment