Monday, November 14, 2011

- مطلب وجوب تحرير الأسيرات فقط لكونهن نساء، لا يتماشى برأيي مع الفكر التحرري

تحية طيبة
مرفق فيما يلي ما كتبت من تعليق على مقالة الزميلة والصديقة فيحاء عبد الهادي 
الرد نشر يوم امس الاحد 13.11.11 في صحيفة الايام. 
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مطلب وجوب تحرير الأسيرات فقط لكونهن نساء، لا يتماشى برأيي مع الفكر التحرري
. الحقيقي، وفيه اختزال لنضالهن السياسي، وانتقاص من قدرهن.
في مقالتك بعنوان: "صرخة الأسيرة لينا الجربوني: لا تتركوني"، (الأيام 31.10.11). أنهيتها بالقول: "ولن نكتفي بإطلاق سراح بعض الأسرى. ولن نكفّ بدورنا عن فضح جرائم الاحتلال العنصري الاستيطاني. سوف نناضل حتى تشرق شمس الحرية على الأسرى جميعهم، وعلى الوطن بأسره". 
برأيي هذا هو بيت القصيد، وهذا ما ينقصنا حقيقة، رؤية واضحة ومشروع حقيقي لتحرير كافة الأسرى. 
الصفقة الحالية، هي مرحلة مهمة في هذا الطريق. وعودة إلى النداء بضرورة شمل كل الأسيرات ضمن هذه الصفقة، ومقابل محدوديات ما يمكن أن نُحَمِّل على صفقة واحدة، أتساءل: كيف ومن يضع المعايير؟ ومن يحدِّد من يستحق الإفراج ومن لا يستحقّ؟! هل هم المحكومون مؤبَّدات؟! هل هم كبار السن، لنتيح لهم التمتع بما تبقى من الحياة؟! أم المعيار صغار السن الذين ضاع مستقبلهم؟! هل هم المرضى أم الأصحاء؟! المتزوجون أم العزّاب؟! هل هم القياديون؟! وماذا عن التقسيمات السياسية؟! التوازنات الجغرافية وغيرها؟! 
هل يجب أن نذهب إلى هذا الحد من التفكيك في مركبات هويتنا؟! بينما نحن نقول إننا شعب واحد لا فرق بين فلسطيني من فلسطين التاريخية، أو من غزة، أو القدس، أو الضفة؟! لا فرق بين رجال ونساء. 
هل علينا أن نطالب حقاً بالإفراج الفوري عن النساء دون غيرهم من أسرى الحرية؟! إن رفعنا مطلباً كهذا كأنما نقول إن النساء أقل قدرة على التحمل من الرجال. وفي ذلك برأيي انتقاص من قدرهن. فهن عندما اخترن طريق النضال اخترنه ليس لكونهن نساء. ولم يؤسرن لأنهن نساء، وفي الأسر يتعرَّضن لتعذيب كما الرجال. 
فلماذا إذن عندما نطالب بتحرير الأسرى تصبح النساء أضعف؟! 
الأهم هو وضع خطة مشروع يعمل على تحرير الأسرى جميعاً. وهذه أولاً مسؤولية السلطة الوطنية، والأحزاب، والحركات السياسية، وشعبنا بكامله. فقضية الأسرى ليست قضية شخصية، ويجب أن تكون قضيتهم من الثوابت الوطنية. فهم مناضلون اختاروا طريقاً ارتأوه صحيحاً لتحرير الوطن وتحرير الإنسان. وكما تحرَّرت إفريقيا من نظام الأبارتهايد العنصري، وكما تحررت بعض شعوبنا العربية من أنظمة الاستبداد، وبعضها الآخر في الطريق. علينا نحن، أيضاً، أن نسعى إلى تحرير كل أسرانا وكل شعبنا.
وإلى ذلك الحين، نفرح بفرح كل أسير وأسيرة من أسرى الحرية، يتم إطلاق سراحهم. مودتي وتقديري". 
جنان عبده / حيفا
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

فيما يلي الرابط لقراءة كل الردود:

No comments:

Post a Comment