Thursday, November 10, 2011

المرأة الفلسطينية دائما كانت شريكة فعالة في النضال القومي من أجل تحرر الوطن واستقلاله. وقد أخذت دورا نشطا كجزء من الحركة القومية وبجانبها فقاومت الانتداب البريطاني واحتلال البلاد. وان لم تندرج بالبداية في الاحزاب التي قامت في ثلاثينيات القرن الماضي الا انها نشطت مضن اطرها الخاصة أساس على شاكلة جمعيات أهلية واتحاد قطري للنساء. ولاحقا بعد عام النكبة،1948 اندمجت المراة الفلسطينية في حركة المقاومة ومنظمة التحرير وفي الاحزاب السياسية التي قامت سواء في الوطن او الشتات.  ومنها من شاركت في الكفاح المسلح. ويعرف التاريخ القومي الفلسطيني قائمة من المناضلات والسجينات الامنيات في سجون الاحتلال.  ومنهن من اختارت الكفاح السلمي فاندمجت ضمن الاحزاب والاتحادات وشاركت في التظاهرات وغيرها من اساليب   ومنهن من اختارت  الكفاح المسلح، ومنهن من قاومت بالقلم وبالكتابة من خلال الصحف والمجلات.
 وقد شهد التاريخ الفلسطيني محطات بارزة في تاريخ نشاط المراة وكفاحها قبل عام النكبة وبعده. ففي المناطق المحتلة التي اعلن عنها لاحقا كدولة اسرائيل،  استمر نشاط المراة السياسية، وان شهد توترا بسبب احداث النكبة واثر الاقتلاع والتهجير، سواء خارج حدود الوطن وفي دول الشتات او في الداخل الفلسطيني (اهل القرى المهجرة).
وقد تأثرت المرأة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني كما الرجل  بقوانين الدولة اليهودية التي تميز ضدها  كجزء من اقلية وطن.  وجاء نضالها ايضا في مقاومة هذا التمييز المبني اساسا على تعريف الدولة لذاتها كدولة اليهود، التي بطبيعة الحال تستنثي من هم من "غير اليهود" كما تسميهم ويقصد الفلسطينيين وتقصيهم وتجعلهم مواطني غير متساوي الحقوق اضافة لاقتلاعهم وتشريدهم.
النكبة بالنسبة للفلسطينين لم تكن حدثا عابرا بل حدثا مفصليا مستمرا، يعاني الفلسطينيون حتى اليوم من آثارة. وقد تشكل التاريخ الفلسطيني في ظل هذا الحدث وبتاثيره فهي حدث مؤسس لوعي وممارسة سياسية ما زالت مستمرة وهي السياق المعاش حتى اليوم بكل ابعاده وتجلياته. فتشتت الفلسطينيين وانقسامهم القسري جغرافيا لمجموعات بين داخل وخارج، شتات ووطن يترك اثره ايضا على الممارسة السياسية،  والتعامل مع اوسلو لبعض القطاعات على انهى الحل وعلى ان حل الدولتين هو الحل الامثل، بينما ترفضه اليوم الغالبية العظمى من فلسطيني 48، والتي لا ترى فيه بديلا لوجودها في الوطن.  فحل الدولتين كحل مرحلي، لمي عد ممكنا وليس صحيحا لغالبية قطاعات الشعب الفلسطيني، فهو يستثني اللاجئني ويستثني فلسطيني 48 من الحل ويسلم بكونهم مواطني دولة لا تعرف نفسها كدولة مواطنيها بل تزيد من طلب شرعية الاعتراف بوجودها اليهودي على ما تسمية "أرض اسرائيل".
بالتالي فان مشاكل فلسطيني 48 السياسية ليست مشاكل بمستوى المواطنة وتحصيل الحقوق والميزانيات، كما تطرح من قبل البعض احيانا. بل هي مشكلة كونهم جزء من الحل النهائي ام استثناءهم من الحل النهائي ومن حقهم في الشراكة في بناء الحل النهائي. مثلهم مثل فلسطيني الشتات.  كما ان التوطين او رفضه لن يحل لللاجئين مشاكلهم فان حل الدولتين لن يحل لفلسطيني 48 مشاكلهم النابعة من الوجود الاسرائيلي الصهيوني الذي يعترف بهم وبوجودهم ولا حتى كأقلية قومية.
تاريخيا ومنذ العام 1948، اختار بعض الفلسطينيين والنساء ضمنهم في الداخل الفلسطيني   الاندماج ضمن الاطر الحزبية البرلمانية (الكنيست الاسرائيلي) لتحصيل الحقوق والمساواة او المطالبة بتغيير طابع الدولة وتحويلها لدولة كل مواطنيها. وقد اندرج بعض النفعيين في الاحزاب الصهيونية. بينما شهدت ساحة النضال اطرا مسيسية وحزبية لم تنضو ضمن الاطار السياسي البرلماني وانما عملت خارجه وقاطعته و/او رفضته بالمبدأ كي لا ياتي اندماجها ضمنه كاعتراف بالمؤسسة الصهيونية واطرها.
اضافة لانخراط النساء والناشطات السياسيات وقياديات الحركة الطلابية خصوصا في الاطر السياسية الحزبية، سواء البرلمانية او غيرها، فان العمل النسائي السياسي اخذ طابعا اضافيا وخاصا وهو العمل ضمن الجمعيات الاهلية. اضافة للعمل الطلابي ضمن الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات العبرية.
وتشهد الساحة السياسية تصعيدا في التدهور بين الدولة ومواطنيها من الفلسطينيين ينعكس ضمنها ينعكس بظهور احزاب يمينية عنصرية مجددا على الساحة السياسية وكذلك بسياسات الدولة وتصريحات مسؤولين فيها ومع ازدياد حدة المطلب بتحصين "يهودية الدولة" سواء في القوانين او الممارسات او الثقافة العامة كاشتراط المواطنة بالولاء ومحاولة شطب القوائم العربية وتجريم العمل السياسي الفلسطيني وملاحقة القيادات السياسية والتضييق علىمؤسسات- احزاب وجمعيات تطالب بتغيير طابع الدولة او تناقش الفكرة، وايضا تدهور في علاقات الشارع الاسرائيلي نحو عنصرية وكراهية الشارع اليهودي للفلسطينين ومهاجتمهم عمليا وعلنيا. وتشهد الساحة الانتخابية تراجعا ملحوظا في التصويت للاحزاب الصهوينية خاصة بعد انتفاضة الاقصى 2000. وقد كان لاوسلو دور في توضيح الكثير من الامور حول مكانة الفلسطينين في الدولة العبرية ومكانتهم كجزء مغيب في المفاوضات وتوجه اسرائيل نحو التشديد على الحق بيهودية الدولة والذي يستنثي فوريا الفلسطينيين سكان البلاد،  مما اكد مطلب  تغيير طابع الدولة وتحويلها لدولة كل مواطنيها و/او مطلب الحكم الذاتي و/او مطلب الدولة ثانئية القومية ، الامر الذي انعكس خاصة في وثائق التصور المستقبلي الثلاث- وثائق رؤيوية صيغت بين العام 2006-2007. واثرت حرب 2006 والحرب على غزة 2008 مفصلا اضافيا في العلاقة المشحونة بين الدولة اليهودية والمواطنين العرب
اين المراة الفلسطينية  من كل هذا؟
المراة الفلسطينية دائما كانت شريكة في النضال، وان لم تكن دوما في المواقع البارزة وفي الصف الاول وذلك لاعتبارات واسباب اجتماعية مجتمعية وسياسية لن ندخل في تفصيلها، لكن ننوه لوجودها.
المراة كانت شريكة عام النكبة وباحداث النكبة وفي مقاومة التهجير وفي  التنظم لاستعياب اللاجئين سواء بشكل تلقائي فردي ومجموعاتي او بشكل منظم. وشاركت لاحقا في احداث يوم الارض  فرديا وجماعيا وانضوت في الاحزاب التي اقيمت في الداخل الفلسطيني وفي الحركات السياسية البرلمانية والخارج برلمانية. وشهدت انتخابات عام 2009 دخول اول امراة عربية (حنين زعبي) من خىل حزب عربي (التجمع الوطني الديموقراطي) رغم خوض تجربة الترشح للاحزاب العربية في الانتخابات التي سبقتها.


No comments:

Post a Comment